کد مطلب:240886 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:201

الاعوان کلما کثروا کان صاحبهم أقوی
من روایة الصدوق المطولة فی مناظرة الرضا علیه السلام بسنده الی الحسن بن محمد النوفلی ثم الهاشمی مع جاثلیق رئیس النصاری و رأس الجالوت الیهودی و رؤساء الصابئین و الهربذ الأكبر و ما لكم به عمران الصابی فی التوحید عند المأمون:

«فقال عمران الصابی: أخبرنی عن الكائن الأول، و عما خلق، قال علیه السلام: سألت فافهم، أما الواحد فلم یزل واحدا كائنا لاشی ء معه بلا حدود و لاأعراض و لایزال كذلك، ثم خلق خلقا مبتدعا مختلفا بأعراض و حدود مختلفة لافی شی ء أقامه و لافی شی ء حده لا علی شی ء حذاه و لامثله له [1] فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة و غیر صفوة و اختلافا و ائتلافا و ألوانا و ذوقا و طعما لالحاجة كانت منه إلی ذلك و لالفضل منزلة لم یبلغها إلا به، و لارأی لنفسه فیما خلق زیادة و لانقصانا، تعقل هذا یا عمران؟ قال: نعم و الله یا سیدی، قال علیه السلام: و اعلم یا عمران إنه لو كان خلق ما خلق لحاجة، لم یخلق إلا من یستعین به علی حاجته، و لكان ینبغی أن یخلق أضعاف ما خلق؛ لأن الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوی، و الحاجة یا عمران لایسعها لأنه [كان] لم یحدث من الخلق شیئا إلا حدثت فیه حاجة أخری، و لذلك أقول: لم یخلق الخلق لحاجة، و لكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلی بعض و فضل بعضهم علی بعض بلاحاجة منه إلی من فضل و لانقمة منه علی من أذل فلهذا خلق...». [2] .

و إنما نقلنا منا قبل الكلمة المنشودة و كذا بعدها لربط الكلام.

و حاصل سئوال عمران أمران، الأول: عن التوحید للكائن الأول. الثانی: عن خلقه الخلق، فأجاب علیه السلام عن السؤال الأول بقوله أما الواحد فلم یزل واحدا إلی كلمة «و لا یزال كذلك». و عن السؤال الثانی من قوله علیه السلام: «ثم خلق خلقا» إلی آخره فتدبر.



[ صفحه 65]



و الغرض من تفصیل الجواب عن الثانی نفی الحاجة عن الباری تعالی و أنه غنی دائما قبل خلق الخلق و بعده و إلا لكان الواجب أن یزید فی الخلق بأضعاف ذلك لأمور؛

منها أن الأعوان كلما ازدادوا كان صاحبهم أقوی، إذ بازدیادهم تقل الحاجة إلی أن ترتفع من البین.

و منها أنه كلما أحدث شیئا من الخلق لرفع حاجته حدثت فیه تعالی حاجة اخری فلابد أن یستمر فی الزیادة لرفعها و الكل باطل لغناه الذاتی، نعم نقل الحاجة فیما بین الخلق بعضهم إلی بعض بلا نقمة من هذا أو تفضیل لذاك بل طبع الممكن یتطلب ذلك و تعالی الله عن كل ذلك.

و استخرجنا كلمة الجاریة، [3] لأنها من الحكم فتدبرها.



[ صفحه 66]




[1] في نسخة «و لامثله» هامش التوحيد 431.

[2] التوحيد 417 و 431 - 430، عيون أخبار الرضا 137:1.

[3] أي: «الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوي».